الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

عمرو سلامة: الرقابة لا زالت تعيش في مصر الجديدة




عندما اجتمع المخرج المصري عمرو سلامة، وفنانون آخرون مع اللجنة الثقافية في البرلمان المنحل حاليا، بداية هذا العام، أرادوا مناقشة حرية الإبداع الفني، لكن نواب مصر ما بعد الثورة أرادوا الحديث عن "الرقابة"؛ حتى أن أحد النواب الإسلاميين أخبر هؤلاء الفنانين أن الأيام التي كان يمكنهم فيها صناعة أفلام "تهينهم" قد ولت.

في حوار مع مجلة "فايننشال تايمز" البريطانية، قال سلامة – الذي كان متشددا يوما ما: "أخبرت البرلمان، أي رقابة تتحدثون عنها. يمكنني أن أهين أي شخص أريده، وأشاهد أي شئ أريده، ويمكنني مشاهدة الأفلام الإباحية طوال اليوم في منزلي؛ كيف ستتمكنون من إيقافي؟ هذا جيل جديد، لا يمكن السيطرة عليه".

كما تحدث سلامة أيضا عن روايته حول أحداث اليوم الأول من ثورة 25 يناير، قائلا: "كنا خائفين جدا يوم 25، وعندما نشرت قصتي بعدها بيومين، أصبحت أكثر خوفا واستمريت في تغيير المنازل التي أقيم فيها لتجنب اعتقالي". مضيفا: "كنت غاضبا من فكرة أنه سيتم فرض جمال مبارك علينا وكأننا خراف. بفضل الإنترنت توصلنا إلى أنه يوجد غضب هائل ضد مبارك. لم يعد من المقبول عدم اختيار حكامنا، وأن أمن الدولة والرقابة يتدخلون في كل شئ، وحتى في صناعة الأفلام".

وأعرب المخرج المصري في حديثه للمجلة عن خيبة أمله في أن "الرقابة لا زالت تعيش في مصر الجديدة"، مشيرا إلى رفض السيناريو الذي كتبه حول ولد من الأقلية المسيحية يخفي هويته الحقيقية حتى يستطيع الاندماج مع زملائه المسلمين، قبل الثورة وبعدها بحجة أنه يثير الفتنة الطائفية.

وقال: "أنه يشجع على التسامح، لكن لا يمكنهم رؤية ذلك. لا يريدون أن يوجهوا حقيقة أن مصر لديها قضية بين المسلمين والمسيحيين".

سلامة أضاف: "الجميع خائفون، ويرويدون الانتظار لمعرفة ما سيفعله الإخوان المسلمون. المشروعات معلقة". متابعا: "لكن المجتمع نفسه يعتقد أن الأفلام آثمة. سيتغير كل هذا عندما يتغير الخطاب الديني. لا يزال في إمكاننا توصيل ما نريده في إطار ما يراه المجتمع مقبولا".

واختتم سلامة بالقول: "أنا متفائل على المدى القصير، لكن على المدى البعيد، فالأمر أكبر مننا جميعا". مضيفا: "سعيد بأن محمد مرسي فاز بالانتخابات، لأنه بذلك، سيرى الناس الإسلاميين وهم يحصلون على قروض، ويتعاملون مع إسرائيل ومع أمريكا. سُيجبر الجميع على أن يكونوا أكثر اعتدالا، حتى الإسلاميين".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق